حماس ادت دورها وجاء دور الوحدة الفلسطينية / بقلم حسن صبرا

الثمن اكثر من باهظ، في دماء ابطال غزة كمقاتلين ومدنيين رجالاً ونساءً واطفالاً ، ودماراً… وعملية طوفان الاقصى غير مسبوقة ، وهي عمل بطولي بكل المقاييس ..

ولنعترف ان هذه العملية الاسطورية عسكرياً ، كان لها ايضاً مفاعيل سياسية  تكاد تصل الى مستوى الاسطورة ، بعد ان احيت القضية الفلسطينية على مستوى العالم ، وفرضتها في كل المقترحات لإنهاء العدوان الصهيوني على الشعب الفلسطيني ، في كل الاراضي الفلسطينية المحتلة .. وكانت قبل ذلك نسياً منسيا …

ولأن قضية فلسطين ملكاً لشعبها ، كما لكل العرب والانسانية واصحاب الضمائر الحية، فإننا نتصور ان اهم ما يريده هذا الشعب الاسطوري هو وحدته الوطنية ، وقد جعلها فوق كل اعتبار في كل زمان ومكان..

والفلسطينيون حفظوا هذه القيمة في عهد القائد المؤسس للكيان الوطني الفلسطيني الوليد والحنيني ياسر عرفات الذي حما وحدة  القوى الوطنية الفلسطينية ، برموش عينيه ، محاولاً وأد اي محاولة عبث مراهقة من فلسطينيي اليسار ومن ودائع الاستخبارات السورية التابعة لآل الاسد ، في الجسم الفلسطيني .. عبر الحوار والتنازلات ، والحسم الابوي

لذا

فإن مسؤولية قيادة حماس الآن هي السعي نحو عمل سياسي وطني بالتفاهم مع حركة فتح ،للدخول في منظمة التحرير الفلسطينية ، والتفاهم على المبدأ وهو تجسيد الوحدة الوطنية الفلسطينية ، من دون السقوط في التفاصيل حيث يوجد الشيطان .

انها وبشكل مباشر دعوةًللقاء اليوم قبل الغد ،للتفاهم الوطني الفلسطيني ، لإستثمار الامرين :

الاول هو الحياة التي اعيدت لقضية فلسطين ، والفضل في ذلك لعملية طوفان الاقصى التي نفذتها حماس والجهاد الاسلامي ، وصولاً الى حل الدولتين ، الذي اعترفت به حماس ولم تعترض عليه ايران .

الثاني هو الاجماع العربي والدولي على ان تتولى السلطة الفلسطينية ادارة قطاع غزة ، بعد انتهاء العدوان الصهيوني ، بإنجاز وطني مهم وهو اعادة ربط القطاع بالضفة الغربية المحتلة من فلسطين ،
ولعل ذلك سيكون احد انجازات طوفان الاقصى ، اذا صفيت النوايا !!

ونحن اذ نحيى حماس ونشجعها على هذه المبادرة ، فإننا نحرض السلطة الفلسطينية على ان تلتقي حماس في منتصف الطريق ، وقد كتبنا سابقاً تحت عنوان:

خطوة من حماس وخطوة من عباس ، لتعبيد الطريق الوعر نحو الوحدة الفلسطينية ، وها نحن ندعو عباس الى الإعتراف  ، بأن تغيراً وتغييرا ً جذريين حصلا. بعد طوفان الاقصى ، وهما لمصلحة حماس ، التي من شأن دخولها في مؤسسات منظمة التحرير الفلسطينية ، والسلطة الوطنية الفلسطينية ان تدب الحياة في شرايين هذه السلطة والمنظمة المتكلسة ، والتي هي الآن وللاسف صورة عن حالة محمود عباس ، وهي على مقاس حركة فتح المفوخرة من الداخل ، والمتشظية بين جماعة هذا ومجموعة ذاك ، في ظل رئاسة ملها  الدهر نفسه ، وما عادت تأتي اكلها ، ولولا طوفان الاقصى ، لكان اقصى طموح لها ان يدعى لزيارة هذا او ذاك …
نعم  .. كان هذا وضع الحركة في عصر ياسر عرفات ، لكن الحركة كانت ما زالت شابة ونشطة ، وعلى رأسها شخصية قيادية فذة وابوية ، وكان شعارها الأثير :

” انا معايا القلم ” اي ان القرار السياسي بيده ، والصرف المادي بيده ، واوامر التحرك العسكري بيده… انه ابا عمارالذي  كان قائداً موهوباً ومرهوب  الجانب ، وهو نفسه سمح للشخصيات التاريخية حوله ان ينشؤا جماعات لهم  لاستقطاب جموع الفلسطينيين بمختلف توجهاتهم الثقافية والفكرية ، وليكون له مراسيل موثوقة عند الانظمة العربية والاسلامية والدولية ..

الآن

هناك مسؤولية كبيرة على الدول العربية ، لمتابعة انجاز المشروع الاهم في هذه المرحلة ، وهو حل الدولتين ، وفق المبادرة العربية للسلام ، وقد نجحت مصر والاردن في اجهاض مشروع مجرم الحرب بنيامين نتنياهو ، بتهجير ابناء فلسطين من الضفة الغربية المحتلة وقطاع غزة ، كما ان الثقافة الفلسطينية الجديدة نجحت في تثبيت الفلسطينيين في ارضهم ،وما تكررت مآسي الهجرةوترك الارض  كما  في عامي 1948 و 1967

واذا كان ثمن حل الدولتين واقامة دولة فلسطينية على حدود 4/6/1967 , هو تسليم  غزة للسلطة الفلسطينية( التي ستشارك فيها حماس بندية وفعالية )  وتثبيت الوحدة الوطنية الفلسطينية ، فإننا نعتقد ان حماس ادت اعظم خدمة للفلسطينيين في تاريخ القضية منذ النكبة عام 1948 وحتى الآن

الشراع