موسى أبو مرزوق والصحوة المفاجئة للاعتراف بالكيان الصهيوني – القدس المحتلة/ احمد حازم

أول رئيس للمكتب السياسي لحركة حماس، وأحد  مؤسسيها ، د موسى ابو مرزوق انتقل فجأة من المعارضين بشدة للاعتراف بالكيان الصهيوني ،الى الجانب الآخر المؤيد للاعتراف “بشرعيته”. هذا التغيّر في هذا الموقف الحساس من قيادي كبير في حركة حماس ، أثار الكثير من التساؤلات حول تصريحاته الاعتراف بدولة الاحتلال، والتي وردت في سياق مقابلة مع موقع “المونيتور” الأمريكي المختص بقضايا الشرق الأوسط.
تعالوا نلقي الضوء على أقوال أبو مرزوق ، الذي درس في الولايات المتحدة، و هي نفسهاالتي  سجنته  في النصف الثاني من منتصف التسعينات 22 شهراً في زنزانة انفرادية. ماذا قال أبو مرزوق في المقابلة حرفيا؟:” يجب على حماس أن تعترف بوجود دولة إسرائيل، والتمسك بالموقف الرسمي لمنظمة التحرير الفلسطينية ،وهو الاعتراف بدولة إسرائيل ونريد أن نكون جزءا من منظمة التحرير الفلسطينية، وسوف نحترم مبادئ المنظمة”. واعترف القيادي في حماس بأن اختطاف النساء والأطفال الإسرائيليين كان خطأ.
الغريب في الامر ان تصريحات أبو مرزوق، جاء توقيتها بعد ساعات من إعلان رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس»، اسماعيل هنية الخميس الماضي في كلمة متلفزة : اننا “منفتحون على نقاش أي أفكار أو مبادرات تفضي لوقف العدوان، وتفتح الباب على ترتيب البيت الفلسطيني على مستوى الضفة وقطاع غزة”.
ولو أمعنا النظر في تصريحات أبو مرزوق وهنية لوجدنا تطابقا كبيراً بينهما في موضوع الاعتراف وأسبابه: أبو مرزوق علل الاعتراف “كجزء من محاولة وضع حد للصراع الداخلي الفلسطيني وخطوة نحو إنهاء الانقسامات طويلة الأمد بين الفصائل الفلسطينية، بينما تحدث إسماعيل هنية عن ترحيبه بكل خطوة لإنهاء الخلاف الفلسطيني ،ووقف الحرب حتى لو بالاعتراف.
الغريب في الأمر ان أبو مرزوق لم يبق على تصريحاته بل تراجع عنها في اليوم التالي. وجاء في بيان عاجل وزّعته حركة حماس على لسان أبو مرزوق: “هناك إساءة فهم لتصريحاتي الإعلامية، وعليه أؤكد أن حركة حماس لا تعترف “بشرعية” الاحتلال الصهيوني “.
السؤال المطروح: ما الهدف من تصريحات أبو مرزوق وهنية التي تأتي في الوقت الذي دمرت فيه دولة الاحتلال قطاع غزة؟، وحديث واشنطن عن اليوم التالي للحرب من دون حماس؟
وكلمة أخيرة
عرفت موسى أبو مرزوق عن قرب، وأجريت معه مقابلة صحفية شاملة في عمان عام 1995 واكتشفت خلال المقابلة انه عصبي المزاج ولا يتحمل الأسئلة المحرجة.
فهل هذه التصريحات المتناقضة تعبيرا ً عن هذه الشخصية ؟
الشراع