رئيسَة التّحرير غادة الخَرسا

إِيمَانْ غَابَتْ ! شَمْسَ عُمْرِي أَظْلَمَتْ… للشاعرة د. غادة الخرسا

    يَابِنْتَ  كَامِلِ  إِبْنِ  الْأَسْعَدِ  اكْتَمَلَتْ

  فِيكِ التَّعَازِي وَعُمْرُ الْوَرْدِ  مَا اكْتَمَلَا

   قَدْ  كُنْتِ غَادَةَ  أَطْفَالٍ  وَزَوْجِ  رِضَاً

   عُيُونُهِمْ  دَمَعَتْ  وَالْجَفْنُ  مَا اكْتَحَلَا

  بِنُورِ  وَجْهِكِ  يَا ” إِيمَانُ” مَوْعِدُهُ

 قَبْلَ  الْآوَانِ  بِلَيْلِ  السَّهَرِ  ارْتَحَلَا

الْإِنْتِقَالُ إِلَيْكَ رَبِّي مَقْصَدٌ

وَأَنَا إِلَى مَرْضَاةِ وَجْهِكَ قَاصِدَه

يَارَبُّ “غَادَتُكَ” ارْتَضْتْكَ مُعْزِيًّاً

لِأُمُومَةٍ عَاشَتْ لِمَجْدِكَ سَاجِدَه  

لَا. لَمْ تَمُتْ “إِيمَانُ” ،أَلْمَحُ رُوحَهَا

     فِي وَجْهِ أَوْلَادٍ وَزَوْجٍ شَاهِدَه   

”أَشْرَفْ” وَ” أَيْمَنْ” وَ “الْكَمِيلُ” ثَلَاثَةٌ

   صَار”الْوَلِيدُ” أَباً لَهُمْ وَالْوَالِدَه!

إِيمَانُ” عَنْ أَحْضَانِ أُمٍ خُطِفَتْ

    وَهِيَ الصَّبِيَّةُ بِالنَّضَارَةِ وَاعِدَه       

يَارَبُ فِي رَحْمَاتِكَ الْعُلْيَا احْضِنْهَا

أَنْتَ الْأَمِينُ عَلَى النُّفُوسِ الرَّاقِدَه   

يَا ابْنَتِي “إِيمَانُ” ، يَا “دَلُوعَتِي

إِلَّا بِحُضْنِي مَاسَمِعْتُكَ غَارِدَه        

كَمْ شَاقَنِي رُؤْيَاكِ فِي ثَوْبِ الْعَرُوسِ

الْأَبْيَضِ الزَّاهِي زُهُوراً وَارِدَه        

لَا. مَا تَخَيْلَتُ الْبَيَاضَ لِلَحْظَةٍ

فِي تُرْبَةٍ كَصُخُورِ لَيْلَةٍ بَارِدَه          

لَا. مَاارْتَوَتْ عَيْنَايَ مِنْكِ تَلَهُفاً

لَا مَا اكْتَفَى قَلْبِي بِنَبْضِ الْوَالِدَه       

رَبِّي . سَأَلْتُكَ رَحْمَةً إِنْ أَذْرَفَتْ

عَيْنِي دُمُوعاً هَادِرَاتٍ جَاحِدَه          

قُلْتَ :” اتْرُكُوا الْمَوْتَى يُوَارَوْنَ الثَّرَى

  مَوْتَاهُمُ”،كُلَ الْمُظَاهِرِ بَائِدَه …

إِيمَانُ” فِي قَلْبِي بِنَبْضِ حَنِينِهِ

 قُلْ كَيْفَ أَدْفُنُ مَنْ بِقَلْبِيَ خَالِدَه!    

إِيمَانُ”  رُوحِي مُتُ يَوْمَ مَمَاتِهَا

    إِذْ مَا لَدَيَّ إِلَّا رُوحٌ وَاحِدَه     

إِيمَانُ” غَابَتْ! شَمْسُ عُمْرِي أَظْلَمَتْ

    وَبِكُلِ مَجْدِ الْكَوْنِ صِرْتُ الزَّاهِدَه